الجمعة، ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٧

شؤاطئ على البال



اصبح البال مدينة مهجورة لا يسكنها سوى النسيان



ما هو البال ؟



أنه تلك المساحة البيضاء من الذاكرة التي نحتفظ فيها بكل رصيدنا من الوجود والذكريات والمواقف التي عشناها ذات يوم والحكايات التي مارسنا فيها ذات يوم دور البطولة



فالبال مدينة دافئة يتجول فيها كل الذين كانوا ذات يوم هنا يتقاسمون معك رغيف الحياة ويتنفسون معك أريج الأحلام ثم انتقلوا إلى الإقامة في أجنده الذاكرة وتحولوا مع الأيام إلى بقايا وأطلال لكن رياح الحنين تأتى إليك بعطرهم كلما طرق الحنين أبواب بالك



وهناك من يقيم في البال إقامة قصيرة ثم يرحل ببقايا كعابر سبيل ولا يبقى خلفه حتى القشور



وهناك من يقيم إقامة دائمة ويسرى في عروق ذاكرتك كالدم وتبوء كل محاولاتك للتخلص منه ونسيانه بالفشل وربما تسبب مع مرور الوقت في ضياعك



والبعض يأتى على بالك ليملاءك بالألم ويفسد عليك متعه أوقاتك السعيدة ويتفنن في تفجير أبار ذاكرتك .. ليغرقك بالحنين إلى أشياء مضت وانتهت ..



والبعض يأتى على بالك ليستعرض أمامك مساحة سذاجتك وليدخلك في حاله من الندم على أشياء كانت وكان يجب الا تكون



والبعض يأتى على بالك ليجعلك تكره نفسك حين تتذكر انك ذات يوم حلمت به وأنك ذات يوم كنت تعيش وتحيا من اجله



والبعض يأتى على بالك ليؤكد لك عجزك عن نسيانه وعجزك عن كرهيتة وعجزك عن استبداله بأخر ويستعرض أمامك كل محاولاتك الغبية والفاشلة لنسيانه



.والبعض يأتى على بالك ليملاءك بالرعب لأنة يمثل ذلك الشطر الأسود من ماضيك والذي تحاول جاهدا أن تنساه لأنه يهدد حاضرك الجميل الذي تحرص على المحافظة علية



والبعض يأتى على بالك كي يمنحك لحظة فرح قصيرة ويهب قلبك سعادة مؤقتة ويسقى جفافك بقطرات الفرح ويجعلك تعيش نزوة فرح سريعه



والبعض يـأتى على بالك ليقلق ضميرك ويعيد أحاسيسك الميتة إلى الحياة ويعكر صفو حياتك .. ويطاردك كوحش الليل و يصرخ في وجهك بصوت المظلوم ويذكرك بأنك ذات لحظة تجردت من إنسانيتك وظلمته بلا رحمة



والبعض يأتى على بالك ليعلمك البكاء .. ويعلمك الحزن .. ويعلمك الانطواء .. ويسرق إحساسك بالوجود ويفسد عليك إحساسك بالآخرين




والبعض يأتى على بالك ليسرقك من عالمك ويأخذك إلية ثم يعيدك إليك بعد أن يجردك من فكرك وقدرتك على الوقوف من جديد
.

السبت، ١٥ سبتمبر ٢٠٠٧